Startup Burn Rate Explained – معدل الحرق في الشركات الناشئة
الحرق في زمن اليونيكورن
بعد المشاكل الكبيرة التي ظهرت في شركة كابيتراحدى الشركات الناشئة في مصر العاملة في مجال التجارة الالكترونية، القصة ليست في موضوع هروب 2 من المؤسسيين ب33 مليون دولارمن عدمه .
لكن الموضوع كله في الشركة نفسها، و السيناريو المتكرر مع كثير من الشركات دلوقتي مش بس الشركات الناشئة Start Ups الموضوع منتشر في العالم كله صحيح لكن أنا بتكلم عن مصر دلوقتي لإن التخبط بيكون واضح جداً و متوقع في العديد من الشركات اللي بتبدأ ناجحة جداً على مستوى النمو و التوقعات المستقبلية و بعدين في خلال سنة تقريباً كل شيء بينهار.
طيب ايه اللي بيحصل في الشركات الناشئة ؟
واحد بيعمل فكرة حلوة و مميزة و غالباً جديدة، مش فكرة بس بيكون Business Model متكامل، يبدأ يطبقها في أضيق نطاق MVP (Minimum viable product )، تثبت نجاحها و قابليتها للتوسع Scalability ، يلاقي مستثمر يديله تمويل عشان يقدر يشتغل بشكل أفضل pre seed funding و لو قدر ينجح بعدها Seed Funding و معظم الشركات الناشئة مش بتوصل أصلا للمراحل دي لكن لو قدر يوصلها و بيعمل نمو كويس و عنده استراتيجية و خطة واضحة يدخل على جولة تمويلية ثانية Series A و بعدها Series B و أحياناً ممكن يوصل ل Series C و D و E
زي ما شوفنا عشان تقدر تاخد تمويل لازم تثبت انك عندك Model ناجح و قابل للتوسع ، و للأسف المعيار الأساسي بيكون معدل النمو حتى لو على حساب حاجات تانية أهم ، عشان كدة فيه مقياس مهم جداً في تقييم ال Start ups اسمه
Start-up Burn Rate – معدّل الاستنفاذ
أنا بحب أسميه معدّل الحرق و هو عبارة عن المبالغ اللي بتحتاجها الشركة الناشئة شهريا عشان تقدر تشتغل و توفي التزاماتها و بيكون ناتج عن الفرق بين إيرادات الشركة و اجمالي مصروفاتها لإن المتعارف عليه ان الشركات الناشئة في بدايتها بتكون الأولوية للنمو على حساب الربحية فعادي جدا ان المصروفات أكثر من الإيرادات ، لكن لازم أحسبها برضه و هو ده ال Burn rate ، الشركة محتاجة تضخ أموال قد ايه شهريا عشان تفضل شغالة.
يعني لو شركة مجموع مرتباتها و مصاريفها شهريا 10 الاف دولار و إيراداتها 8 الاف دولار ، يبقى ال Burn rate بتاعها 2000 دولار.
وهنا في metric تاني أهم و هو
Startup Runway or cash Runway
الشركة هتقدر تستحمل وقت قد ايه قبل ما فلوسها تخلص ، و بيتحسب عن طريق اني بقسم المبلغ المتاح في الشركة على ال Burn Rate يعني لو في المثال السابق الشركة لسة معاها 50 ألف دولار ، يبقى 50 ألف على 2000 دولار يساوي 25 يبقى الشركة تقدر تستحمل 25 شهر بنفس المعدل.
الخلاصة من المقياسين دول أن معظم الخبراء بينصحوا إن الشركة لازم دائما يكون عندها أموال تغطى 12 شهر على الأقل .
دول من أهم ال metrics اللي لازم كل شركة ناجحة و بتحقق نمو تاخد بالها منهم جدا لإن الشطارة كلها هنا و المشكلة كلها هنا.
دلوقتي احنا بنتكلم عن شركة عندها فكرة ناجحة و خطة كويسة و شغالة كويس على أرض الواقع و بتحقق نمو و عندها تمويل كويس و ده شيء استثنائي ممكن نقول
20% ل 30% من الشركات الناشئة بس اللي بتقدر توصله (طبقا لعدة مصادر)
المشكلة كلها في رأيي بتكون في ال Ego الشخصي و الرغبة الملحة في تحقيق التفرّد و التميز و الوصول لنادي اليونيكورن unicorn* في أسرع وقت (* مصطلح دارج للإشارة إلى الشركات الناشئة التي يتجاوز رأسمالها المليار دولار) ، عشان مش كفاية نكون ناجحين و ماشيين كويس، لازم نكون أنجح ناس و أقوى ناس في ال Ecosystem ،
و الطموح مش عيب خالص بس لازم يبقى طموح مدروس، المخاطرة مطلوبة و هي الأساس، بس نسبة المخاطرة قد ايه، هو ده الموضوع كله و الإدارة كلها.
حاولت أشوف المعلومات المتاحة عن كابيتر مثلاً عشان نتعلم منها، ايه اللي يخلي شركة معدل نموها 11 ضعف و معاها أكثر من 33 مليون دولار في سنتين ، تقع بشكل سريع كدة، حتى مع ظروف الحرب و الدولار و كل ده.
أول سبب من غير تفاصيل هو التوسع الكبير جدا في وقت قليل، ايه السبب في كدة، هل فيه منافس مثلا بنحاول نسبقه، أعتقد لأ ، هو نمو لمجرد النمو و بالتالي ال Burn Rate أكيد كان عالي و الRunway مش مغطي 12 شهر.
طيب ايه اللي بيخلي الBurn Rate عالي ؟
فيه حاجات ضرورية زي مصروفات التكنولوجيا المستخدمة مثلا لإنها من ال Core Competencies للشركة و أي حاجة تانية بتخدم العمليات الأساسية للشركة.
فيه حاجات ضرورية بس ممكن نقتصد فيها شوية زي عدد الموظفين و المرتبات – خصوصا مرتبات الإدارة العليا.
حاجات ضرورية بس بيحصل فيها مبالغة أحيانا لنفس هدف التفرد و التميز زي ال Marketing مثلا بكل تفاصيله و هنا بصراحة لا أعتقد إن شركة كابيتر بالغت في النقطة
دي مع وضع في الاعتبار انها B2B فممكن يكون فيه تسهيلات ترويجية و عروض مبالغ فيها – ممكن اللي شغالين في نفس المجال يساعدونا برأيهم.
أخيرا حاجات زي مقرات الشركة مثلا لفتت نظري شوية لما شوفت صور مقر دبي أعتقد انه مقر مبالغ فيه نسبياً و المفارقة وجود صورة يونيكورن على الحيطة – مش متأكد ان دي صور المقر فعلا لسة – و لكن و اعذروني للمبالغة الدرامية بس الصورة بتؤكد الفكرة أكثر بشكل عام.
وعلى فكرة اللي بيحصل ده مش في قطاع الشركات الناشئة فقط !!
في أمثلة كثير جدا من قطاعات مختلفة و كلنا شوفنا صعودها و انهيارها في وقت قياسي لنفس الأسباب على فكرة ، مع الفارق انه المفروض مش محتاج يعمل مخاطرة كبيرة زي الشركة الناشئة و مع ذلك بياخد المخاطرة بدون سبب مقنع غير الطموح الشخصي.
مثال واضح صيدليات 19011 مع الفارق الكبير في كل حاجة بس حابب أوضحلك ان الموضوع بسيط مش معقد و أساسه كله واحد
فكرة قديمة بس ناجحة قدروا يطبقوها تاني بنجاح و حققت نمو – توفرت معاهم أموال كثيرة بس هنا من القروض – أدت للمبالغة في النمو المفرط و التسويق المفرط و الحرق بدون وعي للوصول لأقصى درجات النجاح مش النجاح العادي – النتيجة انهيار سريع – و لكنه غير مفاجئ لأي حد فاهم بيزنس.
للأسف فيه شركات كثير بتتبع نفس النهج لحد الآن أملا في تحقيق مكاسب أعلى و مجد شخصي أعلى و منهم نسبة صغيرة بتنجح فعلا و لكن الأكثر بيقابل المصير المحتوم حتى لو قدر يطول المدة شوية.
استباقاً للمناقشات، زي ما فيه شركات كثيرة صغيرة أو كبيرة بتشتغل بطريقة المخاطرة المبالغ فيها لتحقيق نمو خرافي لجمع تمويل أو قروض، فيه شركات كثيرة واعية للكلام ده كله و بتنمو بشكل مدروس و بخطوات محسوبة و غير مبالغ فيها حتى لو مش بتحقق ربح بس معدل الاستنفاذ مدروس، مش بتجري ورا تمويل أو قروض و نجاح سريع و خلاص.
الخلاصة : على قد تمويلك ..مد رجليك